مساحة إعلانية

دور ربه الأسره في الترشيد أو التبذير ..بقلم د. ايمان شاهين

 



من المعلوم أن الاقتصاد والتوفير هو من الأفعال والصفات الجميلة بينما الاسراف والتبذير هما سلوكيات مذمومةوسبب ذلك هو نتائجهما الايجابية اوالسلبية على الحياة العامة والاسرية فالأول يؤدي الى الاستهلاك الرشيد للموارد من ناحية والى الحفاظ على الاستمرارية الاقتصادية العامة والخاصة من ناحية ثانية بينما الثاني هو سبب رئيسي في انهيار المجتمعات بل حتى تدميرها.


ويعتبر السلوك الاقتصادي للانسان هو من اهم السلوكيات التي تساهم في استقرار الحياة الاسرية والاجتماعية أو في تزلزلها وصولا حتى الى هلاكها فليس السلوك الاقتصادي من السلوكيات الهامشية وغير المؤثرة كما يظن الكثيرين بل هو في مصاف السلوكيات الاخلاقية 

ورغم هذه الاهمية فإننا لا نهتم بشكل مناسب بالثقافة الاقتصادية بل لا توجد هذه الثقافة من ضمن الثقافات التي نربي عليها ابنائنا ولكن عند حالة العسر يشعر الاولاد بوجود مشكلة دون ان يعلمو ما هو دورهم او ماذا ينبغي عمله بل ان الاسر عادة تحاول عدم اشعار ابنائهم بالفقر والضيق ويستمرون بالاستدانة للمحافظة على نمط معين من العيش.

وحتى لو قمنا بعمليات التوفير والتدبير فإننا نقوم به لمواجهة حالة العسر والتخفيف منها فقط ولا نقوم بتدريب أبنائنا او تعليمهم على الاساليب التي تحث دائما علي الترشيد والتوفير بل نشعرهم بأن هذه حالة غير سوية أي ان التدبير والتوفيرهو عمل خاطئ نمارسه فقط عند الحاجة بينما المطلوب هو مواجهة ثقافة التبذيروالاسراف حتى لو كنا على بحر ماء وكنوز من المال ذلك أنه إما نحن نساهم في تدميرالموارد الخاصة والعامة دون فائدة وإما نحن نحرم اخرين من الموارد وهم باشد الحاجة لها واما نحن نرفع حالة الجوع في انفسنا لأننا تعودنا على ضرورة تأمين بدائل لما نسرفه وبالتالي فإن أي حالة عوز ستكون وبالا علينا ولن نستطيع التعايش معها الا بصعوبة هذا كله فضلا عن أن التبذير والاسراف كما ذكرنا في البداية فهي سلوكيات مذمومة بذاتها.

ولكن للمرأة أو ربه الأسره دورا هاما في عملية الترشيد

 فالمرأة هي جزء من المجتمع ومن تكوينه وبالتالي فهي من الافراد التي تمارس الاستهلاك ولكن ما مدى تأثيرها في هذاالسلوك سلبا أم إيجابا, وذلك بناء على دورها في المجتمع عموما.


أولا: من المعتمد اجتماعيا هو قيام المراة بتدبير شؤون المنزل, وذلك كون الرجال تقوم بالعمل خارجه لتامين المعيشة ولهذا السبب أيضا ولكونها تملك المؤهلات النفسية الخاصة فهي تقوم بجزء مهم من تربية للأبناء وتدبير شؤونهم وبالتالي فإن القيام بمهام مثل: شراء المتطلبات المنزلية وتحضير الطعام - التنظيف والترتيب- السلامة الصحية - المتابعة التعليمية ... تقع على عاتق المرأة في المنزل ويضاف إليها أحيانا كثيرة الادارة المالية, وتكون متابعة الرجل في هذه الأمور هي عامة أوتفصيلية عند الأمور الطارئة او المستعصية...


ثانيا: رغم وجود الرجل ومتابعته الادارية العامة فإن كثيرا من التفاصيل المالية لتأمين الحاجات واستهلاكها تكون بيد ربه الأسره وقد لا يطّلع  الزوج علي كثير من التفاصيل التي  تتعلق بالأعمال المنزلية من المعلوم بأن  متابعة الرجل في  من التفاصيل التي تحصل في المنزل, وخاصة ما يصبح منها روتينيا ويوميا مثلالطبخ والتنظيف وغيرها, علما بأن لهذه الامور مترتبات مالية عادة ما يصرف فيها  أكثر من نصف الراتب أحيانا.


ثالثا: إن هناك أبواب للصرف ويحتاج للتدبير وهو المشتريات العامة كالتجهيزات والالبسة أو استعمال الاجهزة المنزلية وخدمات المنزل من ماء وكهرباء...وهذه من أبواب الصرف المهمة بل قد تكون بابا مهما لنفاد المدخول المالي في حال:الاسراف في شراء المتطلبات وعدم تحديد الاولويات في شرائها - الاستهلاك المفرط اوالجاهل للاجهزة المنزلية - التبذير في استهلاك الطاقة والمياه.


النتيجة: من هنا فإننا نقول وبشكل كبير أن للمرأة الدور الابرز في نوع الاستهلاك والسلوك الاستهلاكي إن كان تجاه إدارتها للموارد او تجاه توجيهاتها للابناء او حتى للزوج, حيث ان المدير قد يجد الوسائل المناسبة للسلوك الاستهلاكي القويم, ولكن قد لا يتعاون معه افراد الاسرة او لا يعلمون كيفية التعاون والدورالمناسب للاندماج في هذا السلوك وهذا دور المرأة التي تعمل من خلال توجيهاتها ومن خلال أعمالها فاللعمل دور مهم في التعليم أكثر من التوجيهات النظرية.


كما أنه من الطبيعي ان يكون السلوك الاستهلاكي للأسرة ذا انعكاس على الاستهلاك العام للمجتمع بل حتى على الواقع الاقتصادي للبلد من هنا فإن للمرأة دور أيضا في التأثير على السلوك الاستهلاكي العام من خلال سلوكها الاستهلاكي الخاص اي داخل الاسرة وتربيتها لأسرتها التي ستخرج الى الاستهلاك  لذلك فإن للمرأة  دور مهم في ثقافة الاستهلاك والتي هي سلوك أساسي في نمو المجتمعات أو تدميرها ذلك أن المجتمع يقوم على إدارة موارده فإن أدارها بشكل صحيح كانت النتائج إيجابية وإلا فهي إلى الانهيار مهما سعى المسؤولون إلى معالجة المشاكل الاقتصادية 

كاتبة المقال  دكتوراة إداره المنزل ومؤسسات الأسرة والطفوله 


 

.

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: