مساحة إعلانية

ما أراه يحل 90 % من المشاكل بين الرجل والمرأة بقلم : د. محمد صقر-



هناك مفهوم خاطئ أعتقد أنه السبب فى معظم المشاكل الزوجية  بين الرجل والمرأة وأعتقد أنه إذا تم إصلاح هذا المفهوم الخاطئ سنقضى على 90 % من المشاكل بين الزوج والزوجة .

المفهوم  الخاطئ  الذى ينشأ  عليه  معظم  الرجال والنساء هو الإعتقاد  بأن  الرجل يتزوج  ليستمتع  بجسد زوجته  وأن المرأة مهمتها  إمتاع الرجل  فقط وهذا المفهوم الخاطئ يتنافى تماماً مع  الواقع وهو أن الزواج والعلاقة الحميمية هى إمتاعاً للزوج والزوجة معا وبنفس القدر وليس لواحد منهما (الرجل) دون الآخر ( المرأة ) وأيضا ليس إمتاعاً  أكثر لأحدهما عن  الآخر . لكن  فقط  فى العلاقة  الحميمية يكون هناك طرف نعتبره ( موجب ) وهو الرجل وطرف  نعتبره ( سالب ) وهو المرأة وهذا لا يعنى أن  الطرف  الموجب  يتمتع  أكثر من الطرف  السالب  لكن  المتعة  متساوية فالطرف الموجب يستمتع بإيجابيته والطرف السالب يستمتع بسلبيته  ( ولا يعيب أى من الطرفين  أن يكون  موجباً أو سالباً ) وكون الرجل هو الطرف الموجب كان هو السبب فى الإعتقاد الخاطئ بأنه هو المستمتع فقط وهو إعتقاد كارثى هو سبب معظم المشاكل بين الرجل والمرأة ( كما سأوضح لاحقاً ) . والحقيقة أيضا أن ختان الإناث والذى  جعل استمتاع المرأة بالعلاقة الحميمية أقل بكثير كان سبباً رئيسياً فى ترسيخ المفهوم الخاطئ  أيضا وساعد على  ذلك  أيضا  المفهوم الساذج  الذى  يعتبر المرأة أجمل من  الرجل والحقيقة أن الجمال  نسبى فالمرأة أجمل فى عين الرجل  والرجل أجمل فى عين المرأة .

معظم  الأبحاث  العلمية أثبتت  أن المرأة  تحتاج  للعلاقة الحميمية  أكثر من الرجل ولسنا  بحاجة  لتأكيد  ذلك ( وهو لا يعيب المرأة  بل على العكس تماماً ) وأقل دليل على ذلك أن إحساس الأمومة  لدى المرأة هو أضعاف  أضعاف  إحساس الأبوة عند الرجل  لذلك فهى تحتاج  للعلاقة الحميمية  أكثر من الرجل لأنها  تؤدى إلى تحقيقها الأمومة التى تعتبر  كل  حياتها وهو الغرض الأساسى الذى  تعيش  من  أجله. وهو أيضا يفهم استنتاجاً عندما نعلم أن عورة المرأة هى معظم جسدها أما الرجل فعورته هى من  السرة  إلى الركبة  وهذا يعنى أن  الرجل  يحتاج لإثارة أكبر ( مما تحتاجه المرأة ) تجذبه للميل الجنسى . ويفهم استنتاجاً أيضا عندما تحدث القرآن عن الخوف من  نشوز الزوجة كان  عقابها  الهجر فى المضاجع لكن فى حالة الخوف من نشوز الزوج  لم يفرض عقابا  بأن تهجر المرأة  المضجع بل كان الحل هو محاولة الصلح بينهما .

هذا  الإعتقاد  الخاطئ  يؤدى إلى تكوين فكر خاطئ  بين  الكثير من النساء وهو أنه طالما الرجل يتمتع بجسدها فهو مطالب بتلبية مطالبها وأن ينفق عليها بسبب ذلك مع أن الإنفاق على الزوجة  هو فقط  تكليف من الخالق أن يقوم الرجال على أمر النساء وأول شئ أن ينفقوا عليهن  تكريماً لهن  وليس  ثمنا  للتمتع  بأجسادهن  كما  يخطئ الكثير فى ذلك . بل أن المرأة  تعتقد أنها  عندما تطلب الطلاق من الرجل فإنها بذلك تعاقبه لأنها  تحرمه من الإستمتاع  بها ولكنها تفاجأ بعد الطلاق أنها أول من تضرر لأنها ( كما قلت ) تحتاج للعلاقة الحميمية أكثر من الرجل وبذلك تكون عاقبت نفسها اولا فيزداد غضبها .

وغضب  المرأة  الكبير من الرجل اذا طلقها ( وفى  عقلها  المفهوم الخاطئ ) يكون لإعتقاد المرأة أن الرجل اذا طلقها يكون  قد  خان جسدها  الذى استمتع به ثم تركها وعلى ذلك  تكون  كل طلباتها ( وقضاياها ) من  نفقة  ونفقة متعة وسكن ومنعه من رؤية أولاده وكل أنواع الإنتقام التى تمارسها  هى نوع من العقاب على ماتعتقده أنه خيانة لجسدها بعد ما تمتع به ثم تركها .
ونرى كثير من النساء ( فى البرامج التليفزيونية ) تصرخ دائما بأن  لها حقوق وأنها لن تتنازل عن هذه الحقوق وهى فى الواقع  تعتقد أن هذه  الحقوق ناتجة عن استفادة الرجل واستمتاعه بها وهو إعتقاد خاطئ  تماماً  فهذه الحقوق  ماهى  إلا أمر من الله وفضل من الله  للمرأة أوجبه  على الرجل لأن  الرجل مكلف دائما بالعمل لكى ينفق على زوجته  وأولاده وخاصةً  أولاده حتى  بعد  الطلاق  وذلك  تكريما  للمرأة لأن استطاعة  المرأة  تحمل الإنفاق على أولادها بعد الطلاق صعبة لانه كما قلت العمل يكون أساساً  للرجل  حفظاً  لها من مشاكل العمل ومشاق البحث عن الرزق للإنفاق على الأولاد وعلى ذلك كان على  المرأة  شكر الخالق على هذه النعمة  وايضاً شكر الرجل وتقديره اذا قام بتنفيذ هذا الأمر الإلهى .

يغذى هذا  الإعتقاد الخاطئ الفهم الخاطئ لكل من : 1- المهر  2- نفقة المتعة ( بعد الطلاق )  3- الفهم الخاطئ لبعض آيات القرآن .

أولا المهر : المهر فى الإسلام  ليس  ثمناً  للمرأة ولا يقترب مفهومه فى الإسلام من فكرة  الشراء أو التملك  مطلقاً  فالمهر فى الإسلام  نوع  من التكريم  للمرأة وتوثيق لعقدة النكاح وليس شرطاً أو ركناً فى عقد الزواج ولو كان  ثمنا للمرأة لكان من حق أوليائها  ولجاز للزوج  بيع زوجته أو هبتها وهذا لا وجود له لدى الفكر الإسلامى . المهر فى الشريعة الإسلامية لا يرتبط  بمسألة  قضاء الشهوة  والإستمتاع  الجسدى بدليل  أنه حق  للمرأة  اذا مات  الزوج  قبل  الدخول ويحق لها نصفه اذا طلقها قبل الدخول ( اذا كان فرض لها مهراً ) كما  أنه  لو كان المهر مقابلاً  للإستمتاع لوجب على  كلا الطرفين لاشتراكهما  فى الإستمتاع . وليس من العدل أو المنطق  أن يمنع دفع  المهر إلى المرأة عند الزواج لأن فى ذلك إمتهان للمرأة وحط من قدرها فينظر إليها الرجل  بإحتقار فلا تحسن العشرة  بينهما ولا يدوم الحب والوئام لما يؤدى إلى سهولة حل  رابطة  الزوجية  وسهولة  الطلاق والزواج  بأخريات  اذ لا يكلف  ذلك الرجل شيئاً .

ثانيا نفقة المتعة : لفظ نفقة  المتعة قد يفهم خطاً بأنها مبلغ مقابل ما استمتع به الرجل بالمرأة لكن المعنى  غير ذلك  تماماً . فى الإسلام  هناك  ما  يسمى  بالمتعة ( بدون إضافة كلمة نفقة ) وهى ما يعطى للمطلقة  جبراً لخاطرها وإعانة  لها ولا يقصد بها ( ولا علاقة لها ) بالاستمتاع  نهائياً  وربما  كانت إضافة كلمة نفقة هى سبب الخلط فى المعنى لان المفروض أن نتكلم عن المتعة  بعد  الطلاق  بدون إضافة  كلمة نفقة لكى يفهم المعنى بطريقة صحيحة لمعنى كلمة متعة كما ذكرت .

ثالثاً الفهم الخاطئ لبعض آيات القرآن : اذكر على  سبيل المثال الآية ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن  فريضة ) ... الإستمتاع  فى اللغة  يعنى الإنتفاع  وكل ما انتفع  به  فهو متاع والسين والتاء للمبالغة  وسمى النكاح استمتاعاً لأنه منفعة دنيوية ( من تكوين بيت  وأسرة  وأطفال  واستقرار نفسى  وغير ذلك  من منافع الزواج ) وجميع  منافع  الدنيا  متاع  مثل الآية ( وما الحياة  الدنيا  إلا متاع  الغرور ) والآية ( أذهبتم  طيباتكم فى حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ) أى تعجلتم  الإنتفاع  بها . ومعنى أجورهن هو المهر وسمى المهر أجراً كما  يسمى نحلة  أى عطية وسمى صداقا ... وسمى أجراً  لبيان أهمية  النكاح وشرَف  المرأة لأن  الرجل لم يأخذها مجاناً وسمى نحلة أى عطية  لأنه من غير مقابل  يختص به  الرجل إذ الإستمتاع حاصل لها كما هو حاصل له ... وذلك يعنى أن فهم  الآية  خطأ على  أنها  تعنى  الإستمتاع  بجسد المرأة ويكون لهذا  ثمن فهو فهم خاطئ تماماً وهذا الفهم الخاطئ يجعل البعض يفهم خطاً  أيضاً  الآية ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) ويعتقد أن  معنى أنى شئتم هو وقتما تشاءون وهو غير صحيح  لأن  معنى  أنى شئتم هو ( بالطريقة التى ترونها ( فى  نطاق الحلال طبعاً )) ... بل  وتكملة  الآية  تقول ( وقدموا لأنفسكم ) وهو يبين ضرورة وجود  مقدمات للعلاقة الحميمية حتى  يكون الإستمتاع  للطرفين وليس لطرف واحد .

الخلاصة هى أننى أدعى أن  إزالة  هذا  الإعتقاد الخاطئ ( الذى ذكرته فى البداية ) من عقل  المرأة  والرجل  ومحاولة  إفهام  المرأة  والرجل  حقيقة وصحيح  العلاقة الزوجية  بينهما سيكون سبباً  فى إزالة  معظم  المشاكل الزوجية بين المرأة والرجل بل ويقلل جدا حالات الطلاق

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة