مساحة إعلانية

ماهي إلاّ القاب سخفتموها....بقلم ا.د. جمال حماد

 

 



لايمكن ان يكون لأى لقب ..قيمة او معنى إذا لم يكن صاحبه اصلاً ذات معنى...سخيفة هي الألقاب التي تمنح من مؤسسات عنكبوتية شيطانية سخفت العلم وسخفت اللقب.


ببساطة وبدون فلسفة..الإنسان هو الذي يعطي لاى لقب هيبة ومعنى وقيمة ...والالقاب ترفع لها القبعة ان كان صاحبها يعي ويفهم ويتدبر معناها.وللاسف فى مجتمعاتنا المتخلفه

نعشق الالقاب،كانها ميراث تاريخى لانستطيع العيش بدونه.


اصادف الكثير من البشر وللأسف في مؤسسات الدولة،واتعجب  لمن يناديهم سيادة الخبير وسيادة المستشار .وسيادة الدكتور..وسيادة الاعلامى....الخ...وهم يتوهمون بأن هذا سيعطيهم دلالة اضافية لمن يتعامل معهم


...انه وهم التخلف...ووهم فراغ الشخصية.ووهم الأنا الغبية....هذه الظاهرة للاسف لاتنتشر الا  في مجتمعاتنا المتخلفة ..


في العالم المتقدم ...عملك فقط.كيانك فقط..هو من يعطيك الدلالة والمعنى...افكارك وانضباطك واخلاصك فقط..هم من يعطون للانسان آلاف الألقاب...


.واتعجب أشد العجب من الكارنيهات اليومية التي نصادفها على قارعة الطريق...ويكتب فيها...دكتور ، وسفير( النوايا المهببه ).وخبير العلاقات الباذنجانية...ومستشار التحكيمات 

الهلامية...كاننا نعيش فى بلاد الواق واق.لاظابط ولا رابط..


.مجتمع ينصب على نفسه وذاته،ويستمتع بالنصب والنصابين.والنتيجة ضياع اصحاب التخصصات الأصيلة.وأصحاب العلم الرصين.وانتشار كل انواع القبح...فتجد مثلا تعليم أقل من المتوسط حصل على دوره أو برنامج في التخاطب.ويخرج ويقول خبير التخاطب...كأن كليات الطب تدرس اللهو والعبث


.واسألوا المتخصصين...ويخرج عليك الكثير ويكتبون ألقاب لامعنى لها.إلّا تفخيم وتلميع الزبون ....معالي الباشا..معالي المعالي....ياسادة....نحن نتعامل في سوق للمهانة لكل القيم..حتى الألقاب...اصبحت مسعرة.والشهادات مسعرة....


وللعلم..من اجمل ميزات ازمة كورونا انها اغلقت مؤقتا محلات البقالة لبيع الألقاب والشهادات المهروسة والمضروبة والمقلوبة والغبية بامتياز.....وهانحن نشاهد كل دقيقة على مواقع التواصل وميديا الاعلام مئات الخبراء المزورين والأفاقين ومدعى العلم...هم قنابل موقوتة لتزوير الوعي العام وتزوير التاريخ وتزوير رؤية واتجاهات شبابنا....لدرجه ان شبابنا سيطرت عليهم بعض الافكار المزيفه وانتهت بمعظمهم الى الانتحار والهلاك والأحلام الميتافيزيقية والبؤس والاغتراب.......


حقيقه الامر

 لااعلم متى تنتهي هذه الكوارث التي هي اصعب من المخدرات على المجتمع...والرسالة الاخيرة لشبابنا هذا الصيد الثمين الذي يدفع الثمن ..لاتنبهروا بالقاب لامعنى لها....المعنى الحقيقى فى التعلم والتدريب والتثقيف واكتساب الخبرات واللغات...،وبناء القدرات والمعارف الجاده


.هي المحك الآن والقادم في المستقبل القريب والبعيد محلياً وعالمياً للتوظيف والتميز والإبداع.....لاتنبهر بلقب لاتستحقه.انبهر بشخصيه تملك ميكانزمات ومهارات العبقريه والتفكير خارج حدود الواقع.لتصنع لنفسك مستقبلاً حقيقياً وليس مزيفاً....


لايهمك ان تكون سيادة المستشار.او سيادة الوزير.او سيادة الدكتور ...وانت لاتدري الفرق مابين السياسة والدعارة. ( واعتذر )...والفرق مابين العلم والتخلف .( واعتذر )...


 والفرق الاخير مابين لقب لاقيمة له إلا في عقول الأغبياء.ولقب صحيح تستحقه عن أقتدار....سئمنا الألقاب والمعاني والمسميات .ولاتنسى انها كانت تمنح قديماً لمن يتنازل اكثر.الآن تمنح لمن يدفع اكثر ولمن يكذب اكثر......اخيراً..اخيرا.....


ان تكون حقيقياً وصادقاً..ستنجح مهما كانت المعوقات...وان كنت فارغاً وان رفعوك الى عنان السماء سيكتشف فراغك الأجوف.وقتها ستلقى بلا رحمة في سلة المهملات....


دعوة إلى مجتمع حقيقي ......

 امتناني واعتذر لكل اصحاب الألقاب الحقيقية الذين يواجهون عبث الألقاب المزيفة....

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا

المشاركات الشائعة

المشاركات الشائعة