..
فمنذ فترة لاحظت أنه لا يوجد سوي شخص واحد تقريبا بقريتنا ذو علم بتغسيل أي متوفي وهو الحاج الفاضل/ رجب، بارك الله لنا فيه، وقد شاركته غسل أكثر من ثلاثة من أهلنا بالقرية وتعلمت منه الخطوات التي يجهلها الكثير جدا منا هذه الأيام إذا ما توفي عزيز لديه...وإليكم مراحل وخطوات الغسل الذي تعلمته منه:
المرحلة الأولي (التجهيزات): قبل كل شيء يجب أن يكون جميع المشاركين في الغسل على طهارة وعلى وضوء، ثم مراجعة مكونات الكفن للتأكد من وجود كل شيء، ثم تحديد الأشخاص المختارين لحضور الغسل، ثم تجهيز منضدة الغسل والتأكد من تثبيتها تماما حتي لا تفك أثناء الغسل، ثم وضعها بحيث يكون مكان وضع رأس المتوفي في اتجاه القبلة، وإذا كانت باردة (كما هو في فصل الشتاء) ترش بماء دافيء حتي لا يتأذي المتوفي من بردوتها وكذلك ترش بماء بارد (إذا كنا في الصيف) أي إذا كانت ساخنة..ثم التأكد من وجود كمية المياه الكافية والمطلوبة لإتمام الغسل قبل الشروع في الغسل...ثم التأكد من درجة حرارة الماء بحيث لا هي باردة ولا ساخنة..أي دافئة ويتحملها أي شخص ...ثم توضع المياه بعيدة عن مكان سقوط المياة التي قد تقع أثناء الغسل حتي لا يقع عليها شيء فتصبح نجسه فنضطر لإستبعادها، ثم يخصص شخص لمناولة المياه، وشخص لمناولة مكونات الكفن مثل القطن والمقص والكافور وخلافه، وشخصان يساعدان المغسل بحيث يكون واحد مسئول عن حركة الجزء السفلي من الجسد والآخر مسئول عن حركة الجزء العلوي من الجسد، ويفضل أن يخصص شخص لحماية رأس المتوفي حتي لا تتأذي أو تتعرض لأي خبطة أثناء الحركة...
المرحلة الثانية (خلع ملابس المتوفي): لابد من أن يرتدي الجميع جلفزات بحيث لا يمس جسد المتوفي مباشرة وخاصة منطقة العورة، ثم يتم إحضار الجثمان برفق كما هو ويوضع على منضددة الغسل وتثبيت الرأس أثناء خلع ملابسه، ثم إحضار السترة وهي قطعة قماش تقريبا بعرض متر وطول 60 سم...ثم نبدأ في خلع الملابس، ونبدأ بالملابس الداخلية أولا من تحت الجلباب مع وضع السترة علي منطقة العورة...وإذا كان مرتديا بنطلون يتم وضع السترة فوق منطقة العورة وبهدوء يتم خلع البنطلون وما تحته ويقوم بذلك المغسل..ثم خلع باقي الملابس وإذا تعذر يتم قصها بالمقص حتي لا يتأذي المتوفي من الحركة.. ثم تسحب الملابس من تحته بهدوء بواسطة المساعدين مع تأمين الرأس..
المرحلة الثالثة (الإستحمام): يفضل تنسيم جسد المتوفي بكمية بسيطة من الماء الدافيء لكي يتعودعليها جلدجسده، ثم يبدأ غسل منطقة العورة بقطن مبلل أكثر من مرة، ثم يتم رفعه إلى أقرب وضع الجلوس مع عصر بطن المتوفي بالضغط عليها برفق من اليمين واليسار لتخرج السوائل منها مع صب الماء عليه بكثرة في هذا المكان وغسله بيد المغسل..وكن حريصا جدا بأن لا يدخل ماء في فم أو أذن أو أنف المتوفي بأن تضع يدك على وجهه أثناء صب الماء عليه...ثم يتم إجراء استحمام للمتوفي بالماء والصابون والليفة للجسد كله ثم إزالة الصابون بالماء..وتبدأ بالشق الأيمن ثم الأيسر ويمكن تكرار ذلك 3 مرات أو أكثر بعدد فردي إذا لزم الأمر...ويراعي هنا غسل أسنانه وأنفه وأذنه بقطن مبلل..ويتم بعمل برم للقطن وكأنه كالقلم الصغير وإدخاله في الأنف برفق أكثر من مرة مع لفه بهدوء لتنظيفها...
المرحلة الرابعة (غسل الجنابة..الطهارة): يتم فيها إجراء وضوء للمتوفي كما نتوضأ نحن في الظروف العادية...ثم تعميم جسده بالماء بدون صابون ونبدأ بالرأس ثم الشق الأيمن ثم الشق الإيسر ويمكن تكرار ذلك ثلاث مرات، ويتم وضع الكافور في آخر غسلة، ثم ينشف الجسد تماما وما تحته حتي لا يبلل الكفن..وبهذا يكون قد انتهت مرحلة الطهارة والغسل تماما...ثم تسحب السترة المبللة وتستبدل بسترة من الكفن جافة تماما...ثم يتم تأمين مخرج الميت بحشو منطقة العورة بوضع قطن كثيف نوعا ما في أسفل منطقة العورة وفوقها..
المرحلة الخامسة (التكفين): وفيها يتم إحضار ثوب الكفن والذي هو بطول الجسد وزيادة ويتم قياسه قبل التكفين بمعني أن يكون الفائض بعد القدم مساو تماما للفائض بعد الرأس (حوالي 25-30 سم) بحيث يسمح ببرمه وربطه بما يؤمن الجسد من الإنفلات من الكفن أثناء حمله وإدخاله القبر...وبعد التأكد من طوله يتم لف الجسد بالثوب المكون من 3 طبقات بحيث يوضع المتوفي في وسطه تماما، ثم توضع يده اليمني على يده اليسري كهيئة الصلاة وممكن وضع القدم اليمني على اليسري، ثم يتم لف طبقة تلو الأخري مع الإحكام الجيد، ثم يتم ربط ثلاثة مناطق رئيسية هي عند الأرجل والوسط والرأس، ولتأمين المتوفي أكثر يمكن عمل حزام خفيف ما بين الوسط والأقدام...وعند الدفن يتم تخفيف الأربطة وفكها...وإذا كان المتوفي سمينا يمكن إضافة حزام خامس خفيف بين الرأس والوسط...
هذا ما تعلمته منه بارك الله فيه وجزاه عنا جميعا خير الجزاء...و أهم تنبه له ممنوع نقل أي شيء تراه أثناء الغسل مما قد يسيء للمتوفي...
نكتفي بهذا القدر وأعتذر مرة أخري عن تقديم هذه اليومية والتي أظن والكثير أنها من أهم ما يجب أن نتعلمه ونتقنه...دمتم في رعاية الله وأمنه.
اترك تعليقا: