مساحة إعلانية

ومن البر عيادة المريض

 



وزيارة المريض لها فضل كبير، ويكفى في فضلها أن الملائكة تستغفر للزائر، واستغفار الملائكة مجاب إن شاء الله، فعَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا مُمْسِيًا، إِلَّا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ، ومن أداب عيادة المريض زيارته مباشرة وإن كان لا يمكن ففى عصرنا وفى ظل السوشيال ميديا ووسيلة الموبايل التى منها تضغط على أزراره برقم المريض لتوصله فى محنته وتقول له نحن كمؤمنين بجانبك فلست وحدك لأن المريض كالأعزل ومن الممكن أن يكون فى جو عائلى وهناك من يكون بمفرده فيأخذ بديلا كالأصدقاء فى مجال عمله فى محيط جيرانه اصدقاء المراحل التعليمية الدائمين له فيجب أن يرى له عونا بعد الله من البشر فلولا دفع الناس بعضها ببعض لفسدت الأرض الله يريد بنا الترابط والمشاركة فى ظل الشرع وأداب حدود المعاملة من الجنسين فكلنا علينا هذا الواجب لكى لا يمر المريض من وعكته بمفرده ليصدم فيمن حوله اللائى تربطهم به رابط العمل أو الصداقة إنهم لم يكونوا معه فى محنته فيقعوا من نظره ولو إفترضنا أن المريض هو من عزل نفسه فليس بتأشيرة أن نتوانى فى حقه فمن الممكن أن يكون وصل المريض إلى حافة الانهيار ليصير كالمنتحر فهنا واجب المؤمن بإصرار السؤال عليه مرارا وتكرارا لمنع حدوث ما يغضب الله كإنتحار أو الرمى بالنفس بالتهلكة هذا أداب زائر المريض ولكن هناك أيضا أداب المريض فأولا نأخذ عبرة من رسولنا الكريم عندما كان فى ألفاظ أنفاسه الأخيرة لملاقاة الروح ربها كان يقول أمتى أمتى ولا يبالى بنفسه فكان ودودا حتى فى نهاية أنفاسه فى الدنيا هل قرأنا القرأن والسنة ولو مرة واحدة فى حياتنا بتمعن لنتأسى بحسن المعاملة ونحن فى جميع حالاتنا النفسية والجسدية فالحياة إحسان مقابل إحسان فإن كان المريض محب للعزلة وهناك من يوصلوه كإخوة فى الدين ويصرون وقلقون فيجب تعقل الرد ولو كنا فى أسوأ حالاتنا ما دام المرض ليس بالعقل فنحن نلتمس للمريض مائة عزر وهو عليه أن يلتمس حتى ولو عزر عزر الوصال الدائم طالما فى ظل شرع الدين وحدود المعاملة فليس المرض بوابة مطلقة من المريض أن ينهر من يوصله بحكم الدين وعيادة المريض فهذا خلل فى المعاملة والعقل لم  يختل بعد

فما حجة المريض فى هذا فإن نهر وتطاول على الواصل له فماذا يفعل الواصل له بعد الإهانة ليس هناك حلا إلا النهر أيضا مقابل النهر فلم يعد هناك فائدة فى الوصال فالإحسان مقابله إحسان والنهر يقابله نهر والله يريد بنا التعاون على البر والتقوى ومن البر عيادة المريض .


حسناء نوية

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: