مساحة إعلانية

ا.د. مها عامر تكتب ل « زهرة العرب » نعم تكلم العلم بالعربية





هل تكلم العلم بالعربية؟ متى ؟ وكيف؟

أسهمت الحضارة العربية والإسلامية بعمق فى تطور وتقدم البشرية عبر التاريخ الإنسانى، فى مختلف العلوم والتكنولوجيا، وتنوعت اسهامات علمائها فى مجالات : الفلك ،والكيمياء، والفيزياء، والرياضيات، والفلسفة، والجغرافيا، ........ وغيرها. وطوال هذا العصر الذهبى - الذى امتد من القرن الثامن إلى القرن السادس عشر الميلادى / القرن الثانى إلى القرن العاشر الهجرى (العصور الوسطى) - كانت اللغة العربية هى لغة العلم والتقدم. وكان الشرق العربى والإسلامى يعيش عصر علم ونور، وإشعاع حضارى .

وكانت دمشق ، وحلب،  والكوفة،  وبغداد،  والقيروان،  وقرطبة والقاهرة،  ومراكش،  وفاس، هى المراكز العلمية فى العالم، بجامعاتها المزدهرة، وكانت البلاد العربية محجا لطالبى العلم وأعجوبة حضارية غير مسبوقة، وعلماؤها ذو شأن عظيم يحترمهم العامة ويقدرهم الحكام. أسس خلال هذه الفترة العرب والمسلمون لعصر النهضة الحالى.


وفى نفس الوقت كان الغرب الأوروبى غارقا فى الجهل، والمجاعات، والطاعون ، ونظرا لذلك فقد أطلق على تلك الفترة"العصور المظلمة". وعلى سبيل المثال: نجد أنهم اعتبروا المرض عقاب من الله لايجب علاجه، و قدموا عالم الفيزياء الشهير "جاليليو" للمحاكمة بتهمة الهرطقة الدينية، وحكموا عليه بالإعدام؛ لأنه دعم نظرية حركة الأرض ودورانها حول الشمس، مما اضطره إلى الرجوع عن نظريته حتى ينجو برقبته.


أعزائى القراء تعالوا معى نستذكر بعض هؤلاء العلماء واختراعاتهم:

عباس بن فرناس:

هو صاحب أول محاوله ناجحة للطيران متحكم فيها بواسطة جناحين، تمكن من خلالهما التحكم فى ارتفاعه، وتغيير اتجاهه ، حتى أنه عاد إلى الموضع الذى طار منه .

و له اختراعات أخرى مثل: القلم الحبر، والمظلة (البراشوت)، ونسخة بدائية من عدسات تصحيح النظر، والميقاته.


مريم الاسطرلابية:

اخترعت مريم الاسطرلابيه الاسطرلاب المعقد، والأسطرلاب الكروى، والأسطرلاب ذى الحلق، والأسطرلاب الخطى ، والأسطرلاب الزورقى، وغيرها من الأنواع الأخرى ، حتى اقترن إسمها بالاسطرلاب. وكان لإبتكارها وتصنيعها لهذا الاسطرلاب بالغ الأهمية في رصد حركة النجوم، وتحديد الأماكن والمواقيت، وتحديد الأشهر والتقاويم. 

والاسطرلاب آلة فلكية قديمة أطلق عليها العرب "ذات الصفائح"، وهو نموذج ثنائى الأبعاد للقبة السماوية، يظهر كيف تبدو السماء فى مكان محدد عند وقت محدد. وعلم الأسطرلاب هو فرع من فروع علم الهيئة الذى يقصد به علم هيئة السماء، ويتناول دراسة الأجرام السماوية البسيطة ومواقعها، وحركتها الظاهرة .


اسماعيل بن الرزاز الجزرى:

لنا أن نفخر بكل علماؤنا عامة وبهذا العالم خاصة ، فقد اخترع أول إنسان آلى فى التاريخ.

وقد تنوعت اختراعاته مابين الساعات المائية (وأشهرها ساعة الفيل)، والساعات الميكانيكية ، وآلات رفع الماء ، وأنظمة التحكم الذاتى، والطواحين ، وغيرها . وقد قدم وصفا كاملا لخمسون اختراعا من ابتكاره، فى كتابه المعروف باسم " كتاب فى معرفة الحيل الهندسية" والذى يعرف أيضا باسم "الجامع بين العلم النافع فى صناعة الحيل" .


والسؤال الذى يطرح نفسه

كيف نستفيد من هذا الإرث العلمى الحضارى؟

أولا على الصعيد الداخلى:

- لاشك إن مصير الأجيال القادمة رهين بقدرتها على التعلم والعلم، والتعامل مع ميراث الحضارة الإنسانية ، وبالتالى فإننا أحوج مايكون لتأمل قيم العلم واستلهام الدلالات واستخلاص العبر منه. والاهتمام بالناشئة فى محاولة لغرس الوعى التاريخى بالهوية الثقافية والانتماء للإنسانية فى ذات الوقت.

- ولابد لنا أن نستذكر علماؤنا ونضعهم أمام أبنائنا ، قدوة يحتذى بها فى العلم والابتكار والاختراع، من خلال قراءة متبصرة  لبناء نهضة حضارية جديدة.


ثانيا على الصعيد العالمى: 

تصحيح الصورة النمطيه التى تصدرها وسائل الاعلام الاجنبية عن ارتباط الارهاب بالمسلمين ، بينما عتموا على اسهامات علماؤنا فى وضع أسس النهضة الحالية. بل امتد إلى أكثرمن ذلك حيث أن كثير من اختراعات المسلمين فى القرون الوسطى تم نسبها إلى غيرهم من الغربيين ، خاصة بعد سقوط غرناطة والأندلس.


والسؤال الأهم :

متى نسمع أن طفلا يود أن يكون مثل: ابن سينا، أو الجزرى، أو الأدريسى ، أو زويل ، أو مجدى يعقوب، أو سميرة موسى ،أو فاروق الباز، أو هانى عازر، أومريم الاسطرلابية؟

أعيدوا بناء أمجادنا.

نعم لقد تحدث العلم بالعربية قرون عديدة من العزة والكرامة، فمتى يتحدث بها مرة أخرى؟


شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: